كنت أظن أن الإخوان لا يشاهدون برامج المنوعات الرمضانية التى تستضيف الراقصات ليثرثرن عن سيرة حياتهن، لكن بيانهم الاعتذارى الأخير أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإخوان مدمنو مشاهدة هذه البرامج وبامتياز، فمثلما تخرج الراقصة على الجمهور فى هذه البرامج لترد على المذيعة التى تسأل السؤال المقدس: «يا ريت تقولى لجمهورك الحبيب إيه عيبك اللى بتعتذرى عنه»، فترد الراقصة اللولبية وهى تسبل عينيها وتكاد تبكى من فرط التأثر: «عيبى إنى طيبة»، وأحياناً تقول وهى تبربش بعينيها: «عيبى إنى ساذجة ودموعى قريبة، وأى حد ممكن يضحك عليا ويستغل طيبتى»! هكذا الإخوان ببيان اعتذارهم الذى يشبه اعتزال صديقة الطلبة بعد عملية استئصال الرحم والثديين واعتزالها ليالى الأنس الحمراء وهى على أجهزة التنفس الصناعى! يا عينى الإخوان الغلابة يا ولداه سقطوا ضحية سذاجتهم المفرطة وطيبتهم، فقد فقدوا البكارة حين ذهبوا للمجلس العسكرى يريدون مجرد «جدر بطاطا» فاغتصبهم المجلس فى لحظة سقوط دراماتيكية ونزوة ضعف ميلودرامية! اسمع الإخوان وأرجوك لا تبكِ من فرط التأثر وهم يقولون فى بيانهم الحلمنتيشى: «إذا كان الجميع قد أخطأوا فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذى وقعنا فيه، حينما أحسنَّا الظن بالمجلس العسكرى، حيث لم يرد على خاطرنا أنه من الممكن أن يكون هناك مصرى وطنى لديه استعداد لحرق وطنه وقتل أهله من أجل تحقيق حلمه وإشباع طمعه فى الوصول إلى السلطة»، يا عينى ع الإخوان الغلابة السذج! للدرجة دى انضحك عليهم من المجلس العسكرى الذى أحضر صبحى صالح، الذى لا يملك إلا كارنيه الإخوان كمؤهل ليضع لنا إعلاناً دستورياً، هذا المجلس الذى نفذ كل طلبات الإخوان من «غزوة الصناديق» حتى لبن العصفور، والذى غض الطرف عن تزوير انتخابات الرئاسة، وبلع طعم «حنحرق مصر»، الذى كان يرفع كفزاعة قبل كل خطوة على طريق ابتلاع البلد وأخونة الوطن؟! يستمر البيان فى تقديم وجبة البالوظة الإخوانية للقوى الثورية، ويقول إنه كان طيباً عندما وضع ثقته فى القضاء، يا ولداه ع اللى حب ولا طالش! يا عينى ع الولد! يقول بيان اعتذار الإخوان: «كما أننا أحسنّا الظن فى عدالة القضاء وأنه سيقتص للشهداء ويقضى على الفساد، حتى لا نقع نحن فى ظلم أحد، ولا نتلوث بدم حرام»، بجاحة أكتر من كده لم أشاهد ولم أسمع، من الذى حاصر المحكمة الدستورية وكان يريد تعبئة القضاة فى شوال يا إخوان يا طيبين يا حنينين؟! من الذى انقلب على القانون وكان يريد إعادة مجلس الشعب المنحل بحكم قضائى وأعلن تعديلاته الدستورية التى تجعله نصف إله؟! من الذى كان يريد الإطاحة بالقضاة واتهمهم بأبشع التهم وعين نائبه الملاكى الذى كان أداته القمعية البلطجية التنصتية؟! إلى من تعتذرون يا إخوان وعلى من تضحكون؟ اللعب على حبال الثورة والتجارة بشباب الثورة والاعتذار المسموم المشموم الشبيه باعتذار صديقة الطلبة عن انتشار الزهرى والسيلان فى المدينة الجامعية، كل هذا لم يعد ينطلى على أحد، لم يعد يقنع طفلاً، بيان لا يساوى قيمة الحبر الذى كتب به، أعتقد أنه قد كتب على ورقة كلينيكس مصيرها معروف.